إن الإمام المهدي (عليه السلام) هو شخصية مركزية في الفكر الإسلامي، خصوصاً عند الشيعة الإثني عشرية، حيث يُعتقد أنه الإمام الثاني عشر المنتظر، الذي سيخرج في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت جوراً وظلماً. أما في المذاهب الأخرى، فتختلف التفاصيل حوله لكن تبقى الفكرة الأساسية للظهور والإنقاذ موجودة.

هل ظهور الإمام المهدي يكون فجأة؟

الجواب المختصر: لا. ظهور الإمام المهدي ليس حدثاً مفاجئاً بلا مقدمات، بل هو مرتبط بسلسلة من العلامات والأحداث التي تمهد لظهوره وتُعد مقدّمات ضرورية لذلك.

1. مفهوم الظهور في الفكر الإسلامي

الظهور عند المسلمين يعني خروج شخصية من الغيبة أو الغموض، تظهر لتصحح مسار التاريخ، تقيم العدل، وتنهي الفساد. ولكن التاريخ والحديث الشريف يشيران إلى أن مثل هذه الأحداث الكبرى لا تقع دفعة واحدة دون مقدمات، بل تترافق مع تغييرات كبرى في المجتمعات.

2. مقدمات الظهور: علامات صغرى وكبرى

الروايات والكتب الدينية تتحدث عن علامات متعددة تصاحب اقتراب ظهور المهدي، ويمكن تقسيمها إلى:

أ. العلامات الصغرى

انتشار الفساد والظلم بين الناس.

كثرة الحروب والنزاعات.

انتشار الظلم والقتل والسرقة في الأرض.

انهيار القيم الدينية والأخلاقية.

ظهور فتن وشبهات تؤدي إلى تشتت الناس.

ب. العلامات الكبرى

خروج الدجال، وهو فتنة عظيمة تختبر الناس.

ظهور المهدى نفسه بعد فترة من الغيبة.

حدوث كوارث سماوية وأحداث غريبة.

الحروب الكبرى، مثل نزاعات دولية واسعة.

3. الغيبة والانتظار

في المذهب الشيعي، يُعتقد أن الإمام المهدي دخل في الغيبة الكبرى، وهي فترة غياب عن الأنظار منذ قرون، تنتظر فيها البشرية رجوعه لقيادة الأمة وإقامة العدل. هذه الغيبة ليست غياباً عشوائياً، بل جزء من خطة إلهية.

4. آليات الظهور

الظهور يكون عندما تكتمل شروط معينة، من ضمنها:

استنفاد الناس من الظلم والفساد بحيث تتطلب الحياة ظهور من ينقذهم.

تحقق الظروف السياسية والاجتماعية التي تسمح بظهوره وتأثيره.

نداء واستعداد من قبل المؤمنين لتأييده.

5. هل هناك أي ظهور مفاجئ؟

رغم أن هناك مقدمات، فقد تُذكر بعض الروايات عن لحظات معينة فيها يكون الظهور "مفاجئاً" بالنسبة لمن لم ينتظر، لكنه في الحقيقة يكون نتيجة تراكم علامات واضحة للمؤمنين والمنتظرين.

6. تأثير الظهور على العالم

بعد الظهور، يُتوقع أن يعيد الإمام المهدي نظام العدل، يعيد بناء الأمة، ويحقق السلام العالمي، وذلك بناءً على أوامر إلهية ووعد سماوي.

الخلاصة

ظهور الإمام المهدي ليس حادثة مفاجئة أو من فراغ.

هناك علامات وأحداث تمهد لذلك الظهور.

الظهور يأتي بعد مرحلة طويلة من الفساد والاضطراب.

المؤمنون ينتظرون هذا الظهور بعين الأمل والاستعداد.