إهداء خطوات المشي في زيارة الأربعينية للإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)

, منذ 4 ساعة 33 مشاهدة

في كل عام، يتوجه الملايين من عشاق الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء المقدسة، سيرًا على الأقدام، من شتى أنحاء العراق والعالم. هذه المسيرة المليونية التي تُعرف بـ"زيارة الأربعين" ليست مجرد عبادة أو طقس ديني، بل هي تجديد للعهد، وتعبير عن الولاء، ومشاعر شوق تفيض من قلب كل محب لأهل البيت عليهم السلام. وبينما يمشي الزائر خطواته المباركة، يملأه الأمل بأن يربط هذه الرحلة بنور الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف، بإهداء خطواته له، تقربًا وتوسلًا ونيابةً.

المعنى الروحي لإهداء الخطوات

إهداء الخطوات في طريق الزيارة هو تعبير عن التفاني في حب الإمام المهدي عجل الله فرجه، وتوحيد الولاء بين الحسين والمهدي، فهما نورٌ واحد، وقضية واحدة. يقول الإمام المهدي في الزيارة الناحية المقدسة واصفًا جده الحسين:

«فلأندبنك صباحًا ومساء، ولأبكينّ عليك بدل الدموع دمًا»

فإذا كان الإمام المهدي يندب الحسين صباحًا ومساءً، فكيف لا يليق بالمحب أن يهدي له هذه المشقة التي تحملها حبًا للحسين؟

الهدف من الإهداء

طلب القرب من الإمام المهدي في الدنيا والآخرة.

المشاركة الروحية في هموم الإمام وغربته.

النيابة عن الإمام في نصرة الحسين وتجديد العهد معه.

السعي لنيل رضاه ونظرة من عينه الشريفة.

تطهير النفس من الأنانية وتذويبها في حب آل محمد.

كيفية إهداء الخطوات

يكون الإهداء بنية صادقة وقلبيّة، ويمكن للزائر أن يقول عند خروجه أو أثناء المسير:

"اللهم إنّ خطواتي هذه إلى قبر الحسين أهديها إلى صاحب الزمان، عجل الله فرجه، بنيّة أن أكون من أنصاره، وممن يُفرِح قلبه، ويواسيه في غيبته، ويواكب حركته، ويهيئ لنصرته."

وقد يقترن ذلك بدعاء أو بصيغة وجدانية :

"سيدي يا صاحب الزمان، هذه خطواتي إليك، كما هي إلى جدك الحسين، فاقبلها مني، واعتبرني من خدامك ولو في زحفٍ صغير نحو الحق".

كما إن : "أفضل الأعمال ما قُرِن بوليّ الله في زمنه."

و "كل ما تقرّب به الإنسان إلى الحسين، فإنما هو في حقيقته تقربٌ إلى صاحب العصر والزمان."

الرابطة بين الحسين والمهدي

الإمام المهدي هو الثمرة المتبقية من شجرة كربلاء، وهو القائم بثأر الحسين، كما ورد في زيارته:

"السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره"

ولذلك، فكل خطوة إلى الحسين، إنما هي خطوة نحو التمهيد لخروجه، وإنعاش لقضية الحسين، واستنهاض للمنتظر الحقيقي.

أثر الإهداء في النفس

يُشعر الزائر أن خطاه ليست عبثًا، بل جزء من مشروع إلهي كبير.

يعمّق ارتباطه بالإمام المهدي، ويمنحه بعدًا معنويًا أعلى.

يُحوّل الزيارة من عادة سنوية إلى محطة ولائية ربانية.

يفتح للزائر باب الحضور في قلب الإمام، لأن الهدية تُقرب المهدي إليه.

خاتمة

إهداء الخطوات إلى الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ليس مجرد نية عابرة، بل هو تجسيد للربط بين الماضي والمستقبل، بين الدم المسفوك في كربلاء، والعدل المنتظر ظهوره في آخر الزمان. هو إعلان ولاء وبيعة متجددة، بأننا مع الحسين قلبًا وقالبًا، ومع المهدي فكرًا وموقفًا، ومع الحق مهما طال الانتظار.

فطوبى لمن مشى خطواته، وهو يهتف في قلبه:

"يا صاحب الزمان، هذه زيارتي للحسين، عنك، ومنك، وإليك."

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0742 Seconds