ما هي الحاجة إلى المهدي والمهدوية ؟

, منذ 5 ساعة 42 مشاهدة

إن الحاجة الى المهدي (عجل الله فرجه) وإلى المهدوية يجمع بين الحكمة الإلهية، والسنن التاريخية، وكذلك حاجة المجتمع منذ الأزل، والوعود الإلهية.

ويمكن أن نسوق تفاصيل مهمة للأسباب التي إستخلف الله تعالى لأجلها الإمام المهدي (عج) والحاجة إلى وجود "المهدوية":

أولًا: الحكمة الإلهية في جعل المهدي خليفة

يمكن أن نقول بأن إستخلاف الإمام المهدي (عجل الله فرجه) إنما هو امتداد لخط الإمامة والنبوة، فالمهدوية ليست ظاهرة منفصلة، بل هي امتداد لمنهج الله في الأرض، تماماً كما كانت النبوة.

فالله تبارك وتعالى لا يترك الأرض بلا حجة، فقد قال تعالى :

"ولكل قوم هاد" (الرعد: 7)، وقال تعالى *"إني جاعلك للناس إمامًا"* (البقرة: 124).

المهدوية هي إكمال لمشروع العدل الإلهي :

إن الله تعالى وعد أن يُظهر دينه على الدين كله، فقد قال تعالى :

"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" (التوبة: 33).

وهذه الغاية لم تتحقق إلى يومنا هذا، وعليه فإن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو المكلف من قبل الله تعالى لإكمال هذا المشروع العظيم.

ثانيًا: الحاجة العقائدية للمهدوية

إن من ضمن الحاجات المنوطة بالمهدوية هي حفظ الدين من التحريف والضياع، فمن سبر غور التاريخ سيجده مليء بالانحرافات والبدع والإدعاءات الكاذبة قديماً وحديثاً، ولهذه الأسباب نلاحظ أن وجود الإمام الحي يُمثل ضمانًا لوجود مصدر معصوم يستطيع تصحيح المسار عند الحاجة.

بقاء الحجة على الناس :

إن وجود الإمام هو حجة لله على الخلق، فمن دون الإمام، يكون الناس بلا قيادة  شرعية منصوبة من قبل السماء، وهذا يناقض الغرض الإلهي في تحقق العدل.

الحفاظ على الوحي رمزاً وتجذراً

فعلى الرغم من توقف النبوة، فإن الإمامة تحفظ جوهر الوحي وتفعيله، وهو ليس وحياً جديداً، أي الوحي المتعلق بالتبليغ ‘ بل هو تفعيل الوحي الموجود بقيادة معصومة.

ثالثًا: الحاجة الاجتماعية والتاريخية للمهدوية :إن

إن الأمل في الخلاص العالمي في أوقات الظلم واليأس، تقوم فكرة المهدي بدفعه في نفوس الناس، حيث أنه مشروع أمل للبشرية وليس فقط للمسلمين، فجميع الأديان تقريباً لها نفس فكرة "المخلّص المنتظر"، مع إختلافات في الشخوص والتفاصيل.

تحقيق العدالة المطلقة

لم يشهد العالم يوماً عدالةً شاملةً، فالمهدي هو "المنقذ" الذي يُقيم حكومة عالمية عادلة على أساس التوحيد.

إصلاح النظام الدولي الفاسد

إن العالم ـ كما نراه ـ ممتلئ بالاستغلال والطبقية والحروب التي فتكت بالبشرية، ولعل مرجع ذلك الدمار إلى غياب  التوحيد، والعدالة، والمساواة، ووجود المهدي يُحقق هذا المشروع .

رابعاً: الحكمة من الغيبة لا تُبطل الحاجة إلى وجوده

لأن الله تعالى قد قدّر غيبة الإمام لأسباب منها:

أ ـ حفظه من القتل (كما حفظ موسى ويوسف).

ب ـ امتحان الناس وتمييز المؤمن من غيره.

ج ـ بقاء القيادة كـ"قوة كامنة" ترعى خط الدين دون ظهور علني.

والخلاصة:

إن الله جعل الإمام المهدي لحِكَم متعددة:

حفظ الدين والحق.

إقامة العدل النهائي.

إتمام الحجة على الناس.

تهيئة العالم لنظام إلهي شامل.

والحاجة للمهدوية ليست نظرية فقط، بل هي عملية: لإيجاد مرجعية عليا مستمرة، توجه العالم نحو الكمال الحقيقي.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0718 Seconds